hesham tito مؤسس الموقع
الجنس : الابراج : الموقع : http://shababelmostaabal.yoo7.com/
| موضوع: دمعة أم؟,,,,, الجمعة أكتوبر 05, 2012 9:06 am | |
| يا لها من ليلة عصيبة تحول فيها الفراش إلي جَلاد يجلد جسدي بكل ضراوة ووحشية كشفت فيها النفس عن أنيابها وتمردها تسارعت الأفكار الصاخبة في عقلي وعلا صوتها علي صوت السِياط التي تُعربد في أنحاء جسدي بلا شفقة أورحمة إلي أن أهَلَّ علي نافذتي وجه صباحِ شاحب وقد كانت نفسي ما زالت تُسائِلني أين أنتِ؟؟ وماذا فعلتي في نفسك؟؟ ماذا حققتي من آمال وطموحات؟؟ لماذا قضيتي عمرك تمنحين دون مقابل وأنت ِتعرفين جيدا أن قطار العمر مُسرعٌ بكِ إلي النهاية بدون توقف أو هوادة لماذا أذبتي نفسك كالشمعة ليستضئ غيرك بنورك؟؟ هل يشعر أحد باحتراقك؟؟ هل هناك من يمسح دموع قلبك التي تسيل علي جدرانه؟ أصبحتي كقطعة جليد أذابتها حرارة الشمس وتلاشت وسط مياه البحر،أين وجودك؟؟ أُخرجي من سجنك ،حطمي قيودك فقد فقدتي طعم الحياة لم تعد عيناك ِتُبصر الألوان وأصبح كل شئ باهتاً بارداً إنطلقي بحرية وتنفسي تنفـــــسي تنفـــــــــــــــسي انتفضت من فراشي يعتصرني الفزع وأخذت أدور في الغرفة كالموجة الجامحة أحسست أن الجدران تُطبق علي صدري فتضيق أنفاسي شيئاً فشيئاً وأن دبيب الحياة بدأ يتسرب من أوصالي أخذت معطفي وخرجت مسرعة إلي شاطئ البحر فقد كان علي بعد خطواتٍ من المنزل جلست أُلملم روحي المبعثرة وأتنفس بعمق رطوبة الهواء إلي أن هدأت أنفاسي وأحسست أنني مازلت علي قيد الحياة وهبت نفسي للبحر فهو الوحيد القادر على تهدئتي تابعت أمواجه في سكون فبدأ يُوشوشني وأوشوشه كعادتنا تمنيت أن أكون موجة تهيم بين أحضانه فيطوقني بذراعيه الحانية ويعتصر ألمي وكأنك يا بحر أمي أو أبي تمنيت أن أعزف لرماله الألحان الرطبة يا لها من معزوفة خالدة لاينقطع لحنها ثم رأيت طيرا مغردا يُحلق عاليا ، يفرد جناحيه الرائعيّ الحسن في الفضاء الفسيح يتراقص مستقبلا صباحا جديدا باسطا كفيه لما لا أكون أنا هذا الطير، لما لا ألهو مع النوارس أو ألحق بأسراب الطيور المهاجرة؟؟ أحط علي بلاد وأكتشف بحيرات أتنسم رحيق الحرية في كل مكان ليتني قطرة ندى من هذه القطرات التي تلمع علي وجنات النبات كحبات إلماس ما أجملها وهي متراصة كالعقد الدقيق الصنع حول عنق حسناء، وأنا وسط هذه الأفكار هبت ريحٌ عاصفة فتحول البحر إلي وحشِ كاسروهاج الموج وثار انقلبت ألحانه إلي صياح و غناءه إلي عويل أخذ الموج يرتطم بأحجار الشط فيقذفه بكل قسوة ليرتد مرة أخري ولا يجد سبيلاً للخلاص وقفت لِأُلفلف معطفي حول جسدي فإذا بالرياح تقذف طائرا تحت قدمي و كان ينازع سكرات الموت ،يئن بصوت حزين وقد خبا تألق ريشه وتلطخ برمال الشط فرد جناحيه هذه المرة مستسلما للموت وفي لحظة رأيت شعاع الشمس يُشرق علي الشاطئ ويغتال قطرات الندى التي كانت تلمع منذ قليل فتتبخر في الهواء وتتلاشي وكأنها لم تكن، فاستغفرت الله الذي خلق كل شئ وقدره تقديرا وتذكرت قول الحق تبارك و تعالي: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَارَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وفجأة أحسست بمن يجذبني من الخلف فالتفت مرتعبة فإذا بإبني الصغير الذي صحا من نومه وأخذ يبحث عني في أرجاء المنزل ثم رآني من النافذة وأنا أجلس على الشاطئ فترك فراشه الوثيرالدافئ وخرج ورائي نظرت إليه باستغراب وعيني ممتلئة بدموع تبعثر بعضها علي خدي فأخذ يمسح دموعي بيديه الصغيرتين الباردتين فأخذته في حضني وقبلته ،فردت أصابعه الباردة في كفي لكي أمنحه الدفء الذي بدأ يتسلل إلي قلبي خلعت معطفي وألبسته إياه ومسكت يده الصغيرة ورجعنا سويا إلي البيت يغمرني شعورا بالراحة والرضا وبدأت أشم رائحة الحياة تنبعث من قلبي فهل هناك أزكي من رائحة الأمومة؟؟
| |
|